قصة رجال حول الرسول عبد الله بن عمر

موقع أيام نيوز

الكثير لأنه جواد..
ويعطي الحلال الطيب لأنه ورع..
ولا يبالي أن يتركه الجود فقيرا لأنه زاهد..!!
وكان ابن عمر رضي الله عنه من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة اذ كان تاجرا أمينا ناجحا شطر حياته وكان راتبه من بيت المال وفيرا.. ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط انما كان يرسله غدقا على الفقراء والمساكين والسائلين..
يحدثنا أيوب بن وائل الراسبي عن أحد مكرماته فيخبرنا أن ابن عمر جاءه يوما بأربعة آلاف درهم وقطيفة..
وفي اليوم التالي رآه أيوب بن وائل في السوق يشتري لراحلته علفا نسيئة أي دينا ..
فذهب ابن وائل الى أهل بيته وسالهم أليس قد أتى لأبي عبد الرحمن يعني ابن عمر بالأمس أربعة آلافوقطيفة..
قالوا بلى..
قال فاني قد رأيته اليوم بالسوق يشتر علفا لراحلته ولا يجد معه ثمنه..
قالوا انه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعها ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره خرج.. ثم عاد وليست معه فسألناه عنها. فقال انه وهبها لفقير..!!
فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف. حتى أتى السوق فتوقف مكانا عاليا وصاح في الناس
يا معشر التجار..
ما تصنعون بالدنيا وهذا بن عمر تأتيه الف درهم فيوزعها ثم يصلح فيستدين علفا لراحلته..!!
ألا ان من كان محمد أستاذه وعمر أباه لعظيم كفء لكل عظيم..!!
ان وجود عبد الله بن عمر وزهده وورعه هذه الخصال الثلاثة كانت تحكي لدى عبد الله صدق القدوة.. وصدق البنوة..
فما كان لمن  يمعن في التأسي برسول الله حتى انه ليقف بناقته حيث رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يوقف ناقته. ويقول لعل خفا يقع على خف.!
والذي يذهب برأيه في بر أبيه وتوقيره والاعجاب به الى المدى الذي كانت شخصية عمر تفرضه على الأعداء فضلا عن الأقرباء. فضلا عن الأبناء..
أقول ما ينبغي لمن ينتمي لهذا الرسول ولهذا الوالد أن يصبح للمال عبدا..
ولقد كانت الأموال تاتيه وافرة كثيرة.. ولكنها تمر به مرورا.. وتعبر داره عبورا..
ولم يكن جوده سبيلا الى الزهو والا الى حسن الأحدوثة.
ومن ثم فقد كان يخص به المحتاجين والفقراء.. وقلما كان يأكل الطعام وحده.. فلا بد أن يكون معه أيتام أو فقراء.. وطالما كان يعاتب بعض أبنائه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء ويقول لهم
تدعون الشباع. وتدعون الجياع..!!
وعرف الفقراء عطفه وذاقوا حلاوة بره وحنانه فكانوا يجلسون في طريقه كي يصحبهم الى داره حين يراهم.. وكانوا يحفون به كما تحف أفواج النحل بالأزاهير ترتشف منها الرحيق..!
لقد كان المال بين يديه خادما لا سيدا
وكان وسيلة لضرورات العيش لا للترف..
ولم يكن ماله وحده بل كان للفقراء فيه حق معلوم بل حق متكافئ لا يتميز فيه بنصيب..
ولقد أعانه على هذا الجود الواسع زهده.. فما كان ابن عمر يتهالك على الدنيا ولا يسعى اليها بل ولا رجو منها الا بما يستر الجسد من لباس ويقيم الأود من الطعام..
أهداه أحد اخوانه القادمين من خراسان حلة ناعمة أنيقة وقال له
لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان وانه لتقر عيناي اذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه وترتدي هذا الثوب الجميل..
قال له ابن عمر أرنيه اذن..
ثم لمسه وقال أحرير هذا.
قال صاحبه لا .. انه قطن.
وتملاه عبد الله قليلا ثم دفعه بيمينه وهويقوللا اني أخاف على نفسي.. أخاف ان يجعلني مختالا فخورا.. والله لا يحب كل مختال فخور..!!
وأهداه يوما صديقا وعاء مملوءا..
وسأله ابن عمر ما هذا
قال هذا دواء عظيم جئتك به من العراق.
قال ابن عمر وماذا يطبب هذا الدواء..
قال يهضم الطعام..
فالتسم ابن عمر وقال
تم نسخ الرابط