قصة رجال حول الرسول عبد الله بن عمر
المحتويات
الدين العظيم للمخطئ أجر وللمصيب أجرين فان ورعه أن يسلبه ورعه كان يسلبه الجسارة على الفتيا.
وكذلك كان ينأى به عن مناصب القضاة..
لقد كانت وظيفة القضاء من أرقع مناصب الدولة والمجتمع وكانت تضمن لشاغرها ثراء وجاها ومجدا..
ولكن ما حاجة ابن عمر الورع للثراء وللجاه وللمجد..!
دعاه يوما الخليفة عثمان رضي الله عنهما وطلب اليه أن يشغل منصب القضاة فاعتذر.. وألح عليه عثمان فثابر على اعتذاره..
فأجاب ابن عمر
كلا.. ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة..
قاض يقضي بجهل فهو في الڼار..
وقاض يقضي بهوى فهو في الڼار..
وقاض يجتهد ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا أجر..
واني لسائلك بالله أن تعفيني..
وأعفاه عثمان بعد أن أخذ عليه العهد ألا يخبر أحدا بهذا.
ذلك أن عثمان يعلم مكانة ابن عمر في أفئدة الناس وانه ليخشى اذا عرف الأتقياء الصالحون عزوفه عن القضاء أن يتابعوا وينهجوا نهجه وعندئذ لا يجد الخليفة تقيا يعمل قاضيا.. وقد يبدو هذا الموقف لعبد الله بن عمر سمة من سمات السلبية.
ولم يكن في تخلي ابن عمر عنه تعطيل لوظيفة القضاء ولا القاء بها بين أيدي الذين لا يصلحون لها.. ومن ثم قد آثر البقاء مع نفسه ينميها ويزكيها بالمزيد من الطاعة والمزيد من العبادة..
وشرع اڠراء المال والمناصب يقترب من بعض القلوب المؤمنة مما جعل بعض أصحاب الرسول ومنهم ابن عمر يرفعون راية المقاومة لهذا الاڠراء باتخذهم من أنفسهم قدوة ومثلا في الزهد والورع والعزوف عن المناصب الكبيرة وقهر فتنتها واغرائها...
ولقد رأى في شبابه رؤيا فسرها الرسول تفسيرا جعل قيام الليل منتهى آمال عبدالله ومناط غبطته وحبوره..
ولنصغ اليه يحدثنا عن نبأ رؤياه
رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة استبرق وكأنني لا أريد مكانا في الجنة الا طارت بي اليه..
فقصت حفصة أختي على النبي صلى الله عليه وسلم رؤياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل فيكثر..
ومن ذلك اليوم والى أن لقي ربه لم يدع قيام الليل في حله ولا في ترحاله..
فكان يصلي ويتلو القرآن ويذكر ربه كثيرا.. وكان كأبيه تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن.
فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا..
فجعل ابن عمر يبكي حتى نديت لحيته من دموعه.
وجلس يوما بين اخوانه فقرا
ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم ميعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين..
ثم مضى يردد الآية
..يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ودموعه تسيل كالمطر. حتى وقع من كثرة وجده وبكائه..!!
ولقد كان جوده وزهده وورعه تعمل معا في فن عظيم لتشكل أروع فضائل هذا الانسان العظيم.. فهو يعطي
متابعة القراءة