الحصان الاعمي
لنفسه جوادا أخر وبدا له بعد شهور أنه من غير المعقول أن يطعم حصانا أعمى لا فائدة منه بثلاثة مكاييل من الشوفان فأمر بإعطائه مكيالين فقط ومر نصف عام أخر وقد عادت الحياة إلى سباق الريح وبالتالي أصبح في حاجة إلى الاستمرار في إطعامه لفترة طويلة لكن التاجر أمر بألا يقدم له سوى مكيالا واحدا فقط يوميا. وأخيرا قرر التاجر طرد هذا الحصان الأعمى كي لا يشغل مكانا في
فائدة . وبالفعل قد قام عمال التاجر بطرده وضربه بالعصي لأنه كان مرتبطا بالمكان لا يريد ترك الحظيرة ويصر على البقاء فيها . لم يدرك سباق الريح الأعمى المسكين سبب ما يفعلونه به ولم يعرف ولم ير إلى أين يذهب ولذلك بقى واقفا خلف بوابة المنزل منكس الرأس يهز أذنيه ويبدو عليه الحزن والأسىء
حل الليل وبدأ الثلج يتساقط وأصبح من الصعوبة بمكان أن يرقد هذا الحصان المسكين على أرض مليئة بالأحجار الصغيرة الصلبة وفي جوثلجى قارس البرودة وبقي الحصان واقفا لم يتحرك من مكانه ساعات طويلة وأخيرا شعر بالجوع فاضطر إلى البحث عن طعام له فسار المسكين الأعمى وهو متعب دون توقف رافعا رأسه إلى أعلى ويتشمم في الهواء ربما يعثر في مكان ما على بقايا حزمة من الدرس تكون مدلاة من أحد السقوف القديمة .
على نفسه بالنسبة
الحصانة لكنهم تعجبوا عندما وجدوا سباق الريح يقف وسط الميدان هزيلا جائعا يرتعش من البرد القارص وقد غطى الجليد جسمه وسرعان ما اتضح الأمر عندئذ عرف الأهالى أن التاجر الثرى قد طرد جواده الضرير الذي أنقذه يوما ما واقتنعوا بأن للجواد الحق في أن يدعوهم إلى الندوة الشعبية.