الحصان الاعمي
قصة الحصان الأعمى
حدث هذا منذ زمن بعيد في وقت لم يكن أجدادنا أو آباء أجدادنا قد ولدوا بعد كانت توجد على شاطئ البحر مدينة جميلة تشتهر بالتجارة تسمى فينيتا كان يعيش في هذه المدينة تاجر ثرى يدعى الشبعان يمتلك الكثير من المراكب المحملة بالبضائع الثمينة التي تجوب البحار البعيدة بغرض التجارة.
كان التاجر غاية في الثراء ويعيش حياة البذخ والرفاهية والمرجح أنه سمي الشيعان لأن كل شيء متوفر في منزله آنذاك. كان هو وأفراد أسرته ياكلون ويشربون في أوان ذهبية وفضية ويلبسون أغلى الثياب من الديباج الحرير والفرو النادر كان التاجر يمتلك العديد من الخيول الجيدة في حظيرته الخاصة لكن لم يكن من بينها حصان أكثر سرعة وأجمل هيئة من حصانه الخاص الذي أطلق عليه اسم سباق الريح لسرعته في الجري والذي لا يوجد مثله في المدينة كلها ولذلك فقد أصبح الحصان المحبب إليه ولا يسمح لأحد بركوبه في الوقت الذي لم يرض التاجر أن يمتطي حصانا غيره.
الأرض
اثنين من هؤلاء الأشرار ثم دهس بأقدامه الشرير الثالث الذي كان يلوح برمحه ليوقف سباق الريح عن السير ثم مضى كالعاصفة إلى الأمام. فانطلق وراءه قطاع الطرق الثلاثة الأخرون بجيادهم القوية والسريعة أيضا لكنها لم تستطع اللحاق به على الإطلاق وعلى الرغم من طول الرحلة ومشقتها فإن إحساس الحصان بمطاردة قطاع الطرق لصاحبه جعله يطير كالسهم المنطلق من قوس مشدود تاركا وراءه هؤلاء الأشرار الحانقين بمسافة بعيدة .
وقد أخذ تعهدا على نفسه بأنه مهما حدث من أمور فلن يبيع حصانه الوفي هذا أو يطرده في يوم من الأيام حتى ولو أصابته الشيخوخة. وقد أمر السايس بان يقدم لحصانه يوميا ثلاثة مكاييل من أحسن معهما أنواع الشوفان والشعير ثم أسرع الشبعان إلى أولاده وزوجته على الفور للاطمئنان عليهم ولم يشرف بنفسه لحظة عودتة على إطعام حصانه بل تركه اللسايس الكسول الذي لم يحسن العناية بالحصان كما يجب فقد أخطأ السايس حينما سقى الحصان ماء مباشرة بعد هذه الرحلة الشاقة إذ كان ينبغي عليه أن ينتظر الوقت الكافي الراحة الحصان ثم يسقيه بعد ذلك ونتيجة لذلك بدأ يضعف الحصان وقد بدا عليه السقم ثم فقد بصره أخر الأمر.
ومضى نصف عام والتاجر باق على عهده في تقديم المكاييل الثلاثة من الشوفان لحصانه الموجود في الحظيرة اشترى التاجر بعد ذلك