أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت قصة حقيقية وعبرة
المحتويات
أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت
قصة حقيقية وعبرة
يقول أحد الأخوة في طفولتي عندما كان يدخل موسم فاكهة المانجا كان أبي يحضر منها كمية للبيت وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب كنا نحب هذه الفاكهة كثيرا فكان يعطينا اللب منها ويقوم هو بأكل قشورها !!
كنت أراقب هذا التصرف الغريب منه دون أن أعلم السبب !
نظر إلي بابتسامة وقال أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت
لم أفهم معنى كلامه في وقتها وبررت الأمر بأنها قد تكون عادة قديمة اكتسبها من أيامه التي عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسې وخصوصا أن طعم قشور المانجا ليس سيئا ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور
كنت أمني نفسي بالإستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل طوال الطريق وأنا متجه الى بيتي وبمجرد أن وصلت البيت بدأت في تقطيع تلك المانجا وهي تتفجر بين يدي بما تحتويه من لب ذهبي وعصير ملكي !!
وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي اقتربت إبنتي الصغيرة مني وقالت أبي أريد قطعة
ابتسمت من طلبها واعطيتها الجزء الذي كان بيدي
وعلى الفور إقترب إبني يطلب مثل ما حصلت عليه اخته
ولحقتهما أختهما الثالثة تطلب حصتها تماما كما حصل إخوانها
كانت فرحتي بالنظر لهم وهم يمرغون وجوههم بقطع المانجا والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء قارص !
بدأت بالتهام قشور المانجا دون تفكير الى أن توقفت فجأة لأتذكر كلمات أبي رحمه الله !!
الآن فقط بعد كل تلك الأيام والسنوات اتضحت لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته وغصت
اللقمة في فمي وهطلت الدموع
متابعة القراءة