حكاية التلميذ الصادق الصدوق
كان يا مكان في أحد المدارس العمومية، تلميذ إسمه محمد، كان هذا التلميذ محبوب وخلوق وعادة ما يركض مع أصدقائه في ساحة المدرسة.
وذات يوم، عندما رن جرس الإستراحة، خرج التلاميذ من أقسامهم، وأخذ بعضهم يأكل ما أحضره من طعام، وبعضهم يراجع، وبعضهم الآخر يلعب،أما محمد فكان يجري مع أصدقائه في ساحة المدرسة، وبينما كان يلعب، رأى بعض المال على الأرض فأخذه، وقال لصديقه أحمد الذي كان يلاحقه "لقد وجدت هذه النقود على الأرض وسأذهب إلى المدير ليتكلف بالأمر ويجد صاحبهم" وأجابه أحمد قائلا "ولماذا تعطيها للمدير خذها حلالا لك فقد وجدتها على الأرض" .
حزن محمد ولم يعجبه كلام صديقه أحمد فقال له بصوت منخفظ وحزين "ألم تتعلم شيئا مِن ما درسته عن الأمانة يضل معلمنا يشرح ويشرح... وفي الأخر تقول لي أن آخذ مالا ليس ملكي"
ثم هدأ وقال " ليس من حقي أن أحتفظ بالنقود لأنها ليست ملكي، لهذا سوف نسأل عن فاقدهم في الإدارة " خجل أحمد من نفسه وشعر بالحياء بعد ما قاله محمد ثم رد عليه بصوت حزين "أنا آسف يا صديقي محمد، لم أقصد أن تأخذ نقودا ليست لك، أنا فقط ظننت أن لا صاحب له".
قال له محمد "كل شيء له صاحبه، ويجب أن أفعل ما يتوجب علي فعله، وإن لم يظهر صاحب هذه النقود فإن المدير سيفعل ما يظهر له صحيحا وسيتكلف بالأمر" وبعدها ذهب إلى مكتب المدير وأخبره بقصة النقود.
شكر المدير محمد كثيرا على وأمانته، وأعلن على المال داخل المدرسة وأخبر التلاميذ أن يأخذوا حرصهم أكثر على ممتلكاتهم ثم قال لهم "من فقد مالا فليتجه إلى الإدارة حالا، ثم يخبرنا عن مواصفاته لنتأكد أنه صاحبه الحقيقي".
تذكر تلميذ أنه أحضر بعض المال للمدرسة ليشتري بهم بعد الخروج ما يخصهم من طعام، ثم تفقد جيوبه ليكتشف أنه فقد ماله فاتجه إلى الإدارة وأخبر المدير بما فقده، ولما تأكد المدير أنه صاحب النقود أعطاهم له، ثم شكر التلميذ محمد. وطلب المدير من جميع الطلاب أن يشكروا محمدا على أمانته.
والعبرة أعزائي: أن نحافظ على الأمانة، ونكون مثل التلميذ محمد ولا نأخد ما ليس ملكنا على أساس أنه لنا، فقد يكون صاحبها أكثر في أمس الحاجة لها، ولا ننسى أصدقائي أن نحرص على ممتلكاتنا لكي لا نفقدها ولا نراها مرة أخرى.